في الوقت الذي يحتفل فيه عشاق كرة القدم حول العالم بالمباريات المثيرة، يعيش اللاعبون كواليس أكثر قسوة وأقل بهجة. تقرير صادم أصدره اتحاد اللاعبين المحترفين “فيفبرو” يوم الاثنين كشف حجم الكارثة: موسم بلا نهاية، عطلات مسلوبة، ورزنامة مشبعة بالمباريات حتى التخمة.
📉 أرقام مرعبة.. هكذا يُستنزف اللاعبون
النجم المغربي أشرف حكيمي مثال حي على هذا الاستنزاف. ففي موسم 2023/2024 لعب 53 مباراة، بينما خاض 69 في الموسم الذي سبقه. أرقام فلكية تؤكد أن اللاعب لم يعد مجرد محترف، بل آلة بشرية تُدفع للحدود القصوى.
وليس حكيمي وحده. النجم الإسباني رودري دفع ثمن هذا الضغط القاتل: تمزق في الرباط الصليبي أبعده عن الملاعب معظم الموسم الماضي، قبل أن يتعرض لإصابة جديدة في مونديال الأندية هذا الصيف. اللاعب الذي كان قطعة أساسية في وسط الميدان أصبح شاهدًا حيًا على ما يحذر منه الأطباء: الجسد البشري له طاقة محدودة.
⚠️ عطلة صيفية.. وهم كبير
“فيفبرو” دق ناقوس الخطر أيضًا بشأن العطلات الصيفية. التوصيات الطبية تنص على 28 يومًا من الراحة الكاملة بعد كل موسم. لكن الواقع؟ لم يحصل أي لاعب في الأندية المشاركة في مونديال الأندية على هذه المدة. بعضهم لم يتجاوز أسبوعًا واحدًا، كما حدث مع أبطال أوروبا باريس سان جيرمان، بينما نال لاعبو تشيلسي 13 يومًا فقط.
هل يُعقل أن يُستأنف موسم كامل بعد راحة بالكاد تكفي لتضميد جروح موسم منهك؟
🗣️ أصوات غاضبة من غرفة الملابس
اللاعبون لم يعودوا قادرين على الصمت. النجم الفرنسي كيليان مبابي صرخ مطلع سبتمبر:
“المشكلة ليست عدد المباريات، بل غياب الاسترجاع. نحن بحاجة إلى القليل من الراحة، إلى وقت نستعيد فيه أجسادنا.”
أما زميله في منتخب فرنسا ومدافع برشلونة جول كونديه، فقد هاجم علنًا “سوق المباريات المفتوح” الذي لا يرحم.
لكن الرسالة حتى الآن تصطدم بما سماه مبابي “حوار الطرشان” بين اللاعبين والاتحادات الكروية.
📑 مطالب فيفبرو: إنقاذ ما يمكن إنقاذه
الاتحاد النقابي للاعبين لا يكتفي بالتشخيص، بل طرح قائمة من المطالب العاجلة:
-
عطلة إجبارية من 8 أسابيع كاملة بين كل موسمين.
-
إجازة أسبوعية إلزامية على مدار الموسم.
-
توقف منتصف الموسم لمدة أسبوع للحد من الإرهاق.
-
قواعد خاصة لحماية اللاعبين أقل من 18 عامًا من ضغط المباريات.
🌡️ خطر قادم مع مونديال 2026
القلق لا يتوقف عند عدد المباريات. “فيفبرو” حذر أيضًا من خطر الحرارة القاتلة، خاصة أن بعض مباريات مونديال الأندية أُقيمت هذا الصيف تحت درجات حرارة خانقة. حتى جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، اعترف بأنها “مشكلة حقيقية”.
والخوف الآن يتضاعف مع اقتراب مونديال 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، حيث يتوقع أن تجري مباريات في أجواء شديدة الحرارة قد تدفع أجساد اللاعبين إلى الانهيار.
🎭 بين المتعة والعبء
كرة القدم التي تسحر الجماهير وتجمع الملايين حول الشاشات، تخفي وراءها وجوهًا متعبة وعضلات مرهقة ونجومًا على وشك الانفجار بدنيًا. المشهد أشبه بعرض ضخم تزينه الأضواء، لكن خلف الستار ثمة ضحايا حقيقيون يدفعون ثمن صناعة بمليارات الدولارات.