تحوّلت لحظة بروتوكولية في قمة المناخ بمدينة بيليم البرازيلية إلى لقطة غير متوقعة، عندما قرر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن يوقف موكب المصافحات ليقتنص “سيلفي العمر” مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط اندهاش الحاضرين وعدسات الكاميرات التي لم تُفوّت المشهد.
فبينما كان ماكرون يتبادل التحية مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، اندفع بيترو مبتسمًا وبيده الهاتف المحمول، ليقترب من الرئيس الفرنسي ويستوقفه بلُطف واضح، قبل أن يمد ذراعه ويلتقط الصورة وسط ضحكات الحاضرين.
اللقطة التي بثتها وكالات الأنباء العالمية، سرعان ما اجتاحت المنصات الاجتماعية تحت وسم #سيلفي_القمة و#ماكرون_وبيترو، لتتحول من حدث مناخي جاد إلى مادة دسمة للسخرية والتعليق.
القمة التي عُقدت تحضيرًا لمؤتمر المناخ COP30 في قلب الأمازون، كانت مخصصة لإطلاق مبادرة “غابات استوائية إلى الأبد”، وهي آلية تمويل دولية جديدة اقترحتها البرازيل للحفاظ على الغابات المهددة بالانقراض بمشاركة صناديق عامة وخاصة.
لكن ما لم يكن في جدول الأعمال هو أن يتحول أحد زعماء أمريكا اللاتينية إلى “مصور لحظي” في قلب المشهد الدبلوماسي، ليقتنص صورة تذكارية مع ماكرون الذي بدا متفاجئًا لكنه تجاوب بابتسامة دبلوماسية معتادة.
وسائل الإعلام الفرنسية لم تُفوّت الفرصة، حيث علّقت الصحافة بعبارات تجمع بين الدهشة والدعابة، ووصفت المشهد بأنه “اللقطة التي سرقت الأضواء من الأمازون”، فيما كتبت إحداها أن “بيترو لم يُفوّت فرصة أن يكون نجم اللحظة، حتى ولو كان ذلك على حساب حرارة الكوكب”.
أما في كولومبيا، فقد لاقت الصورة تفاعلاً واسعًا بين من اعتبرها “تصرفًا عفويًا وإنسانيًا” وبين من رأى فيها “استعراضًا غير لائق” في مناسبة مخصصة لمناقشة مصير الأرض لا جمع الإعجابات.
وفي خلفية هذه الصورة التي هزّت بروتوكول القمة، يختبئ مشهد أكثر دلالة: قادة يتبادلون التحيات أمام شعار “غابات إلى الأبد”، بينما العالم يراقب تصاعد حرارة الأرض… وحرارة “الشهرة الرقمية” التي لا تفوت حتى رؤساء الدول.
فهل كانت هذه اللقطة “سيلفي صداقة” بين باريس وبوغوتا، أم مجرد محاولة لاقتناص وهج إعلامي في لحظة رمزية؟
في كل الأحوال، يبدو أن بيترو نجح ولو مؤقتًا في سرقة الأضواء من الأمازون، وأن قمة المناخ وجدت نفسها في قلب عاصفة من التعليقات الساخرة أكثر من العواصف الاستوائية التي جاءت لمناقشتها.