لماذا منصة فرنسا بالعربي ؟

لماذا منصة فرنسا بالعربي ؟

حين تغيب الكلمة، يعلو الضجيج، وحين يغيب الإعلام، تملأ الفراغ روايات ناقصة وأصوات لا تعكس الحقيقة.

لهذا قررنا أن نطلق “فرنسا بالعربي”: أول صحيفة إلكترونية عربية متخصصة بالكامل في الشأن الفرنسي تصدر من باريس، ناطقة بلغة الضاد، وموجهة مباشرة إلى الجالية العربية الواسعة في فرنسا.

نحن لا نضيف موقعًا إخباريًا جديدًا إلى بحر المواقع، بل نطلق مشروعًا مختلفًا.. مشروعًا جاء من رحم الحاجة..الحاجة إلى إعلام من الداخل الفرنسي يخاطب أبناء الجالية بلغتهم الأم، ويضع بين أيديهم مفاتيح لفهم السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، كما تُصاغ في باريس، مرسيليا، ليون، وستراسبورغ.

فرنسا ليست مجرد بلد مضيف..إنها وطن ثانٍ لملايين العرب الذين يساهمون يوميًا في نهضتها، ويواجهون تحدياتها، ويُصنع مستقبل أبنائهم على أرضها.

ومع ذلك، ظلّت الجالية لعقود تعيش بين خيارين ناقصين: إعلام فرنسي لا ينطق بلغتها ولا يعكس هواجسها، وإعلام عربي بعيد لا يلمس واقعها اليومي. فجاءت “فرنسا بالعربي” لتردم هذه الفجوة، وتكون المنبر الذي يضع فرنسا في قلب الجالية، ويضع الجالية في قلب فرنسا.

لسنا غرباء نكتب من الخارج، نحن فريق صحافي من أبناء الجالية أنفسهم، نحمل همومها ونعرف قضاياها، ونعكس صوتها بصدق ومسؤولية. نعيش يومياتها في المدارس والجامعات وأماكن العمل، ونشهد عن قرب ما يعنيه أن تكون عربيًا في فرنسا: بين الاعتزاز بالهوية، ومتطلبات الاندماج، وتحديات المواطنة.

في “فرنسا بالعربي” لا نكتفي بنقل الأخبار، نحن نحلل، نوضح، ونربط الخيوط: من قوانين الهجرة والإقامة، إلى الإصلاحات الاقتصادية والقرارات البرلمانية، من الحركات الاجتماعية والإضرابات، إلى الانتخابات والصراعات الحزبية.

نكشف كيف تؤثر هذه الأحداث على حياة الجالية العربية، ونفتح نقاشًا شفافًا حول دورها في صياغة الحاضر والمستقبل.”فرنسا بالعربي” صحيفة من الداخل الفرنسي وإليه.

نغطي جلسات البرلمان ومداولات الحكومة، وننقل أصوات الشارع من ضواحي باريس إلى قرى الجنوب، ونتابع تطورات القوانين المتعلقة بالهجرة والتعليم والعمل والسكن، ونفكك الخطاب السياسي الذي يطال الجالية بشكل مباشر، فالجالية العربية في فرنسا ليست مجرد متلقٍ سلبي للأخبار، بل هي طرف فاعل في الحياة اليومية، وهي التي تحتاج إلى فهم أعمق لما يجري من حولها كي تبلور خياراتها ومواقفها.

نحن فريق صحافي من أبناء الجالية، ندرك حجم الفجوة الإعلامية التي عاشتها أجيال متعاقبة من العرب في فرنسا، بين متابعة أخبارهم من مصادر فرنسية لا تراعي خصوصيتهم، أو من وسائل إعلام عربية تبقى بعيدة عن واقعهم اليومي. واليوم نريد أن نردم هذه الفجوة عبر منصة حديثة، مهنية، وملتزمة بمعايير الصحافة الرصينة، وقبل ذلك وفية للغة الضاد التي نحملها كهوية وانتماء.

إنها ليست مغامرة صحافية، بل رسالة..رسالة تقول للجالية: أنتم لستم على الهامش.. أنتم في صلب المشهد.. صوتكم مسموع، وقضاياكم حاضرة، وحقوقكم جزء من النقاش الوطني.

“فرنسا بالعربي” ستكون منبرًا لطرح الأسئلة الجريئة، والدفاع عن السيادة الغذائية حين يتظاهر المزارعون، وعن الحقوق الاجتماعية حين يضرب العمال، وعن المساواة حين تُناقش قوانين الهجرة.

“فرنسا بالعربي” هي جسر حضاري بين فرنسا والعالم العربي، ومنبر يومي لأبناء الجالية، ومساحة للتفكير والنقاش الحر. صحيفة وُلدت لتبقى، ولتُحدث فرقًا، ولتضع الحقيقة فوق كل اعتبار.

بهذا الوعي، وبهذا الإصرار، تنطلق “فرنسا بالعربي”: صحيفة عربية بروح فرنسية، تُكتب من الداخل لا من بعيد، وتخاطب الجالية بصدق، وتخاطب فرنسا بجرأة، لتكون أخيرًا ما طال انتظاره : هي ببساطة صوت الجالية العربية في قلب فرنسا.

فريق تحرير صحيفة فرنسا بالعربي