فرنسا على حافة الهاوية: بين فوضى الشارع و توترات الضواحي و هاجس الحرب الأهلية

فرنسا على حافة الهاوية: بين فوضى الشارع و توترات الضواحي و هاجس الحرب الأهلية

- ‎فياحتجاجات و توترات
169
0
@فرنسا بالعربي
فرنسا تترنح على حافة الانفجار: هل يقترب شبح الحرب الأهلية؟فرنسا تترنح على حافة الانفجار: هل يقترب شبح الحرب الأهلية؟

كلمات مثل «الفوضى»، «أغلقوا كل شيء»، و*«التمرّد»*، تتردّد اليوم في الشارع الفرنسي، مُحمّلة بتهديدات مُبطنة وصور سوداوية تُذكّر بكوابيس الحرب الأهلية. غير أنّ هذا المصطلح المخيف، الذي يلوّح به بعض السياسيين والصحافيين بخفّة، يحمل في جوهره معنى محدّدًا: مواجهات بين جيشين أو فصيلين مسلّحين يتنازعان على السيطرة الكاملة على وطن ممزّق.

والحقيقة أنّ فرنسا لم تصل إلى هذا الحد بعد، لكنّها تقف اليوم أمام مشهد يبعث على القلق: أحياء خارجة عن السيطرة، ميليشيات شبابية، جماعات متطرفة، وأجهزة أمنية مرهَقة تُحاول استعادة المبادرة. الفرق بين أعمال الشغب والحرب الأهلية واضح كوضوح النار في الهشيم: الأولى انفجارات غضب متقطّعة، أمّا الثانية فهي غليان يطيح بالدولة نفسها.

لكن هل تبقى فرنسا عند درجة الغليان دون أن تصل إلى الانفجار؟

في قلب المعركة، تقف مجموعات تُوصَف بـ«الرعاع»، لا تتجاوز مفرداتهم بضع مئات من الكلمات، لكنّهم متمرّسون في الفوضى، يتغذّون على عالم افتراضي من عنف وصور بطولية زائفة، ويميلون دائمًا للهجوم جماعاتٍ على فرد واحد.

من مدن الضواحي إلى أحياء صغيرة في المقاطعات، ومن تكتلات اليسار الراديكالي إلى فلول عصابات المخدرات، يتقاطع هذا الخليط المنفجر مع صمت غامض من السلطات التي غالبًا ما تختار «الاحتواء» بدل المواجهة. لكن في المقابل، يقف جهاز أمني ضخم: أكثر من 150 ألف شرطي، 120 ألف عنصر من الدرك، 20 ألفًا من الوحدات المتنقلة، 12 ألفًا من قوات التدخل السريع، وعشرات الآلاف من عناصر الأمن الخاص.

شبكة أمنية متشعبة تُراقب، تُفتّش، وتنتظر ساعة الصفر.

مصادر عليا في الدرك الفرنسي أكدت أنّه «في حال صدور الأوامر، يمكن إعادة فرض النظام خلال أشهر قليلة، وبقسوة عسكرية لا هوادة فيها». في مرسيليا وحدها، ما بين 2022 و2024، سقط مئة قتيل من العصابات في صراعات داخلية، مقابل أقل من عشرة إصابات جدّية بين عناصر الشرطة.

مشهد يفضح الحقيقة المقلقة: هؤلاء الشباب ليسوا جيشًا منظّمًا، بل ميليشيات تتقاتل فيما بينها، في حرب استنزاف قذرة لا تهدّد الدولة مباشرة، لكنها تُحوّل الأحياء إلى مناطق موت يومي.

السيناريو الأسوأ يلوح: دولة تراقب نزيفًا بطيئًا، أحياء تترسّخ كجزر خارجة عن القانون، وأجهزة أمنية تُحضّر بصمت لاجتياح شامل قد يأتي في أي لحظة.

وحينها، كما حذّر أحد قادة الدرك، «سيسقط السقف على رؤوس الرعاع». فهل تبقى فرنسا أسيرة «أعمال شغب» متكرّرة تُستوعب ثم تُنسى؟

أم أنّها تتّجه، ببطء مُرعب، نحو النقطة الحرجة حيث الغليان يتحوّل إلى انفجار شامل؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

⚡ مارسيليا يكتسح أياكس بثلاثية سريعة في نصف ساعة تاريخية بدوري الأبطال

في ليلة كروية مجنونة شهدها ملعب “فيلودروم” مساء