ساركوزي في عزلة “كريمية” داخل سجنه.. لا يأكل إلا “الياغورت” و لا يعرف قلي بيضة واحدة

ساركوزي في عزلة “كريمية” داخل سجنه.. لا يأكل إلا “الياغورت” و لا يعرف قلي بيضة واحدة

- ‎فيمنوعات
20
0
@فرنسا بالعربي
من مجد السلطة إلى عزلة السجن: رحلة سقوط ساركوزي تبدأ بعلبة زبادي!من مجد السلطة إلى عزلة السجن: رحلة سقوط ساركوزي تبدأ بعلبة زبادي!

يعيش الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي منذ أكثر من أسبوعين داخل سجن “لا سانتيه” الشهير في باريس، مكتفيًا بتناول الزبادي فقط كمصدر وحيد للغذاء، رافضًا كل الوجبات المقدّمة من إدارة السجن.

المشهد، الذي بدا في البداية كنوع من الاحتجاج الصامت أو النزعة الشخصية نحو النظام الغذائي الصحي، تحول إلى قضية رأي عام في فرنسا، بعد أن كشفت مصادر صحافية أنّ الرجل الذي قاد البلاد يوماً من قصر الإليزيه يعيش اليوم في عزلة غذائية ونفسية مثيرة للجدل.

رئيس سابق خلف القضبان
يقضي ساركوزي، البالغ من العمر 70 عامًا، عقوبة بالسجن خمس سنوات بعد إدانته في ما يُعرف بـ”قضية التمويل الليبي” لحملته الانتخابية عام 2007، وهي القضية التي اتُّهم فيها بتلقّي أموال غير مشروعة من نظام معمر القذافي لتمويل حملته التي أوصلته إلى الرئاسة.

ورغم تقديمه استئنافًا رسميًا ضد الحكم، فقد بدأ تنفيذ العقوبة داخل سجن “لا سانتيه”، وهو من أكثر السجون تشديدًا في العاصمة الفرنسية، حيث يقضي معظم وقته في زنزانة انفرادية تحت مراقبة دائمة، حفاظًا على سلامته.

الزبادي… طعام وسلاح صامت
بحسب تسريبات من داخل السجن، فإنّ الرئيس السابق يرفض تمامًا تناول وجبات المطبخ السجني، مبرّرًا ذلك بأنها “غير صحية” ومليئة بالدهون والملح، واختار بدلًا من ذلك الاكتفاء بمنتجات الألبان، وتحديدًا الزبادي الطبيعي.

هذا القرار أثار حيرة إدارة السجن، التي اضطرت إلى تزويد زنزانته يوميًا بعشرات علب الزبادي، مع مراقبة حالته الصحية عن قرب، خوفًا من حدوث مضاعفات.

وتقول خبيرة التغذية الفرنسية مارين لوماينييه :

“من حيث المبدأ، الحليب غذاء شبه كامل يحتوي على البروتينات والكربوهيدرات والدهون، ويمكن أن يشكّل مصدرًا مؤقتًا للطاقة. لكن الاعتماد عليه فقط لأكثر من ثلاثة أسابيع يعني نقصًا خطيرًا في الفيتامينات والأوميغا 3 والمعادن الأساسية، وهو ما قد يؤدي إلى إرهاق وفقدان كتلة عضلية وتدهور في المزاج.”

وتضيف الخبيرة أنّ استمرار هذا النمط لفترة طويلة سيؤدي إلى خلل في الجهاز الهضمي بسبب قلة الألياف، وتقول:

“لكي يحصل على السعرات الكافية، عليه أن يأكل نحو عشرين كوبًا من الزبادي يوميًا. أي أقل من ذلك سيؤدي إلى فقدان وزن سريع وضعف في المناعة.”

بين الجسد والعقل… معركة السجين السياسي
مصادر قريبة من عائلة ساركوزي تقول إنّ هذا النظام الغذائي “رمزي أكثر منه صحي”، وإنّ الرئيس السابق يحاول عبره التعبير عن رفضه للوضع الذي وُضع فيه، معتبرًا نفسه ضحية “محاكمة سياسية”.

وتضيف إحدى المقربات: “إنه لا يريد أن يتأقلم مع السجن، يريد أن يبقى في ذهنه رجل دولة لا سجينًا عاديًا… ربما لهذا السبب يفرض على نفسه نوعًا من الصيام أو الانضباط الشخصي الصارم.”

من جهة أخرى، يرى مختصون في علم النفس أن هذا السلوك يحمل دلالات عميقة. يقول الطبيب النفسي فيليب تورنيه:

“عندما يعيش شخص معتاد على السيطرة والقوة في بيئة مغلقة مثل السجن، يبحث عن مجال وحيد يمكن أن يمارس فيه سلطته — وفي حالة ساركوزي، يبدو أن هذا المجال هو الطعام.”

 جلسة حاسمة مرتقبة
من المقرر أن يمثل ساركوزي عبر الفيديو أمام قاضي الحريات هذا الاثنين، للنظر في طلب الإفراج المؤقت الذي تقدم به محاموه.

مصادر قضائية تشير إلى أن فريق الدفاع سيؤكد أن “ظروف الاحتجاز تؤثر سلبًا على صحته الجسدية والنفسية”، خصوصًا بعد انتشار تقارير عن فقدانه عدة كيلوغرامات من وزنه خلال أسبوعين فقط.

من قصر الإليزيه إلى جدران “لا سانتيه”
تحوّل مصير نيكولا ساركوزي من رمز للسلطة الفرنسية إلى نزيل في سجن باريسي صار مادة دسمة لوسائل الإعلام.

وبينما تتحدث بعض الصحف عن “ساركوزي الضحية”، ترى أخرى أنّ القضية تذكير بأن “القانون لا يستثني أحدًا، حتى رؤساء الجمهورية”.

لكن ما لا جدال فيه هو أن الرئيس الأسبق يعيش اليوم أغرب فصل في حياته السياسية والشخصية  فصل يبدأ كل صباح بعلبة زبادي… وينتهي بتساؤل صامت:

هل يمكن للزبادي أن يكون شكلًا من أشكال المقاومة ؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

فرنسا تصطاد ثلاث شابات جهاديات قبل تنفيذ هجوم مميت في باريس انطلاقا من تيك توك

أعلن النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب عن إحباط