اليمين المتطرف يتراجع…”عيد الخنزير” يسقط تحت سيف الغضب الشعبي والسياسي

اليمين المتطرف يتراجع…”عيد الخنزير” يسقط تحت سيف الغضب الشعبي والسياسي

- ‎فياحتجاجات و توترات
148
0
@فرنسا بالعربي
الخنزير يشعل فرنسا: جدل واسع وانتصار للمعارضين على خطاب الكراهيةالخنزير يشعل فرنسا: جدل واسع وانتصار للمعارضين على خطاب الكراهية

أثار إعلان “حزب فرنسا”، وهو حزب يميني متطرف معروف بخطابه القومي المتشدد، تنظيم ما سمّاه “عيد الخنزير” يوم الأحد 21 سبتمبر الجاري في بلدة تريفنديل شمال غرب فرنسا (إيل-إيه-فيلان )، قرب مدينة رين، عاصفة من الانتقادات انتهت بقرار إلغائه.

الحزب الذي أسسه كارل لانغ وعدد من المنشقين عن “حزب مارين لوبان” كان يخطط لإقامة هذه التظاهرة بحضور رئيسه توماس جولي وشخصيات مثيرة للجدل كـ بيار كاسن، مؤسس موقع “ريبوسط لايك”، المدان سابقًا بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين.

لكن سرعان ما تحوّلت الفكرة إلى قضية سياسية شغلت الساحة الفرنسية، خصوصًا بعد الموقف الحازم للبرلمانية اليسارية ماتيلد هيغنيه (حركة “فرنسا الأبية”) التي وصفت الحدث بأنه “ليس احتفالًا شعبيًا أو ثقافيًا، بل منصة لترويج أيديولوجية عنصرية، كارهة للأجانب، ومتبنية للفكر التفوقي الأبيض”.

⬅️ هيغنيه طالبت رسميًا محافظ إيل-إيه-فيلان بالتدخل الفوري ومنع التجمع، معتبرة أن السماح بمثل هذه المناسبات “يشرعن خطاب الكراهية تحت غطاء التقاليد”.

ضغوط وتهديدات تدفع إلى الإلغاء

أمام تصاعد الغضب وانتشار الدعوات على شبكات التواصل للتصدي لهذا “الكرنفال السياسي”، أعلن المنظمون على فيسبوك أنهم تعرضوا لـ “ضغوط وتهديدات جدية” استهدفت مالكي الأراضي الخاصة التي كان يُفترض أن تستضيف الحدث. ونتيجة لذلك، تقرر إلغاء “عيد الخنزير”، مع تأكيد الحزب أن “الأمر لا يعدو كونه تأجيلًا، وأن المناسبة ستعود قريبًا إلى بريتاني”.

خلفيات تكشف “أبعادًا أيديولوجية”

القضية لم تتوقف عند إلغاء المناسبة، بل سلطت الضوء مجددًا على أساليب اليمين المتطرف في فرنسا، الذي يسعى لاستغلال الرموز الثقافية والدينية في مواجهة المسلمين والمهاجرين. فـ”عيد الخنزير” ليس مجرد مناسبة محلية بريئة، بل يحمل دلالات سياسية واضحة، حيث يربطه منتقدوه بمحاولات استفزاز الجالية المسلمة والتلاعب بمفاهيم “العلمانية” لفرض رؤية إقصائية.

ردود فعل متباينة

النائبة البرلمانية اليسارية عن حزب فرنسا الأبية، ماتيلد هينيت
النائبة البرلمانية اليسارية عن حزب فرنسا الأبية، ماتيلد هينيت
  • مؤيدو الحدث دافعوا عنه باعتباره “مجرد حفلة خاصة” نظمها أحد الناشطين السابقين في الجبهة الوطنية، جان-ماري لوبرود، بمناسبة عيد ميلاده الـ83، مع حضور “خمسين صديقًا فقط”.

  • خصومه اعتبروا أن اللائحة المعلنة للضيوف – التي شملت ناشطين معروفين بخطابهم المعادي للإسلام – تكشف حقيقته كمنبر سياسي موجه، وليس احتفالًا بريئًا.

دلالات أبعد من بريتاني

إلغاء هذا الحدث يندرج في سياق أوسع تشهده فرنسا، حيث تتصاعد النقاشات حول الإسلاموفوبيا، التمييز، واستغلال “العلمانية” كسلاح سياسي. بالنسبة للكثيرين، فإن ما حدث في تريفنديل يعكس **رفضًا شعبيًا وسياسيًا متناميًا لإتاحة المجال أمام أحزاب متطرفة لنشر خطاب الكراهية في guise من المناسبات المحلية أو “التقليدية”.

وبينما يصر منظمو “عيد الخنزير” على أنه “تأجيل مؤقت”، يعتقد مراقبون أن هذه القضية ستظل رمزًا لصراع أعمق في المجتمع الفرنسي بين دعاة الانغلاق القومي والمدافعين عن قيم المساواة والعيش المشترك.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

⚡ مارسيليا يكتسح أياكس بثلاثية سريعة في نصف ساعة تاريخية بدوري الأبطال

في ليلة كروية مجنونة شهدها ملعب “فيلودروم” مساء