⚡ من سناب شات إلى جريمة أمام محطة مولان…كيف تحوّل بيع هاتف إلى مأساة قتل المراهق نائل

⚡ من سناب شات إلى جريمة أمام محطة مولان…كيف تحوّل بيع هاتف إلى مأساة قتل المراهق نائل

من سناب شات إلى ساحة الجريمة... كيف تحوّل سوء تفاهم إلى مأساة قتل شاب في السادسة عشرة؟من سناب شات إلى ساحة الجريمة... كيف تحوّل سوء تفاهم إلى مأساة قتل شاب في السادسة عشرة؟

بعد ثلاث سنوات من جريمة هزّت الضمير الفرنسي، أسدل الستار في محكمة الجنايات للأحداث في منطقة سان إي مارن التابعة لإقليم إير دو فرانس على واحدة من أكثر القضايا مأساوية في ضواحي باريس، مقتل الشاب نائل، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي لقي حتفه بعد تعرضه لهجوم عنيف بالسكاكين والحديد من قبل مجموعة من المراهقين ، بسبب سوء تفاهم حول هاتف مسروق.

كان نائل، المولود في ليون في يوم عيد الأنوار، يصفه المقربون بأنه «الضوء الذي يملأ العائلة». لكن ذلك الضوء انطفأ فجأة ليلة 8 إلى 9 يناير 2022، أمام محطة القطار في مولان، حينما تحولت صفقة بيع هاتف إلى مأساة مروّعة.


🕛 من صفقة بسيطة إلى ليلة دموية

في تلك الليلة، جاء نائل إلى موعد متفق عليه عبر تطبيق “سناب شات” لبيع هاتفين من نوع آيفون. لم يكن يعلم أن الطرف الآخر، مجموعة من المراهقين يقودهم شاب يُدعى أحمد، يظنه هو سارق هاتف شقيقه الصغير قبل أيام.

عند الساعة الواحدة صباحًا، في ساحة غالييني المقابلة لمحطة ، انقضّ عليه المهاجمون. انهالت عليه الضربات بالعصي والمفاتيح الحديدية والسكاكين. تلقى نائل أربعة عشر طعنة، ثلاث منها كانت قاتلة.

حاول زوج والدته التدخل لإنقاذه، لكنه تعرض بدوره للضرب.

وسقط نائل مضرجًا بدمائه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في أحضان زوج والدته الذي ظل يصرخ طلبًا للنجدة.


⚖️ محاكمة مغلقة… وأحكام قاسية

بعد نحو ثلاث سنوات من التحقيقات، بدأت المحاكمة في 29 سبتمبر 2025 خلف الأبواب المغلقة حظرتها صحيفة فرنسا بالعربي، نظرًا لأن بعض المتهمين كانوا قُصّرًا عند وقوع الجريمة.
سبعة متهمين، بينهم أربعة قُصّر وثلاثة بالغين، وُجهت إليهم تهمة القتل العمد في إطار جماعي منظم.

المتهم الرئيسي، أحمد (21 عامًا)، اعترف بأنه هو من بادر بتنظيم اللقاء ظنًّا منه أنه يستعيد الهاتف المسروق، لكنه أنكر نية القتل، مدعيًا أنه فقد السيطرة على المجموعة.

أما المتهم الذي حمل السكين، فاعترف بأنه طعن نائل دفاعًا عن النفس ، زاعمًا أنه دائمًا يحمل سلاحًا خوفًا من الاعتداءات.

في نهاية المحاكمة، أصدرت المحكمة أحكامًا قاسية:

  • أحمد: 15 عامًا من السجن.

  • شقيقه: 9 سنوات.

  • المهاجم الذي وجّه الطعنات القاتلة: 14 سنة.

  • صديق أحمد: 10 سنوات.

  • قاصران: 6 و7 سنوات على التوالي.

  • الوسيط الذي تظاهر بأنه المشتري: 5 سنوات، منها 4 مع وقف التنفيذ، مع منعه من الاتصال ببقية الجناة.

كما منعت المحكمة جميع المتهمين من حمل السلاح لمدة خمس سنوات بعد انتهاء العقوبة.


🕯️ شهادة أم لا تنسى

في قاعة المحكمة، كانت عائشة، والدة نائل، تجلس بصمت يقطّع القلوب.

لم تصرخ، لم تبكِ، لكنها قالت بكلمات خالدة:

«من أجل ذكرى نائل، ومن أجل احترامه، جئت أطلب العدالة، لا بالانتقام. نحن نؤمن بالقانون، لا بالعنف. لقد أرادوا أن يأخذوا العدالة بأيديهم، فقتلوا ابني».

تصف عائشة ابنها بأنه «ولد مبتسم دائمًا، محب للحياة، لم يكن سارقًا ولا محتالًا»، وتضيف بصوت متهدج:

«وُلد في يوم الأنوار في ليون… كان نوري، وسأفتقده إلى الأبد».

أما زوجها، الذي شهد المأساة بأم عينيه، فما زال يعاني من صدمة نفسية عميقة، وصفها الطبيب بأنها «جرح لا يشفى».


🧩 خيوط الجريمة… وسوء الفهم القاتل

القضية بدأت بخطأ بسيط تحوّل إلى دوامة من العنف الأعمى.
قبل الجريمة بخمسة أيام، كان شقيق أحمد الصغير قد تعرض للسرقة تحت تهديد السلاح في قطار ، حيث أُخذ منه هاتفه وآلاف من اليوروهات وحذاؤه. وعندما شاهد أحمد إعلان بيع هاتف مشابه على “سناب شات”، ظن أن البائع هو السارق.
لكن بعد الجريمة، اكتشف أحمد أن الهاتفين اللذين استعاداهما لم يكونا الهاتف المسروق أصلاً.
الجناة الحقيقيون تم القبض عليهم لاحقًا، في مشهد مأساوي يُظهر أن العنف لم يكن فقط جريمة، بل خطأ مأساوي لا يمكن إصلاحه.


💬 كلمات الندم

خلال الجلسات، طلب جميع المتهمين الصفح من عائلة نائل . قال أحمد أمام القاضي:

«أنا أعيش العار كل يوم. لم أكن أريد أن يموت أحد، أردت فقط أن أستعيد ما سُرق منا. لكن ما حدث كان أكبر مني».

المحامي لويس هيلون، الذي يمثل أحمد وشقيقه، أكد أن موكليه لن يستأنفا الحكم احترامًا لعائلة الضحية، مضيفًا:

«هما يتحملان المسؤولية الكاملة، ويعلمان أن لا شيء سيعيد نائل إلى الحياة».


🕊️ النهاية المفتوحة

قضية نائل ستبقى رمزًا لـ عبثية العنف بين الشباب في الضواحي الفرنسية، وللثمن الفادح الذي تدفعه العائلات عندما تختلط الرغبة في الانتقام بـ غياب الوعي والعدالة الذاتية.
لقد نال المذنبون جزاءهم، لكن الألم باقٍ… والعدالة، رغم كل شيء، لا تعيد من رحل.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة