⚡ باريس تشتعل أمام السفارة الإسرائيلية : مظاهرة غاضبة دعمًا لغزة وأساطيل الحرية

⚡ باريس تشتعل أمام السفارة الإسرائيلية : مظاهرة غاضبة دعمًا لغزة وأساطيل الحرية

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025، مظاهرة مفاجئة أمام السفارة الإسرائيلية، شارك فيها نحو ثلاثين شخصًا رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تندد بما وصفوه بـ”المجزرة الجارية في غزة” وتدين اعتراض “أسطول الصمود” المتجه إلى القطاع.

المحتجون، الذين قدموا من أحياء مختلفة في ضواحي باريس، أكدوا أن وقفتهم تأتي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لما اعتبروه “تواطؤًا دوليًا” مع سياسات الاحتلال. الشرطة الفرنسية لم تتأخر في تطويق المكان، حيث قامت بمحاصرة المتظاهرين، وتسجيل بياناتهم، قبل تغريمهم بدعوى المشاركة في تظاهرة غير مصرح بها.

❝جئنا لنقول كفى للمجازر❞، هكذا صرخ ريان، أستاذ الفيزياء والكيمياء في إحدى ضواحي باريس (26 عامًا)، مضيفًا: “أردت أن أظهر دعمنا لأهل غزة، وأن أؤكد أن الشعب الفرنسي يرفض الإبادة الجارية. لكن ما رأيناه اليوم أن الشرطة الفرنسية وقفت لحماية السفارة الإسرائيلية ومنعتنا حتى من التعبير السلمي عن موقفنا”.

متظاهر آخر، رفض ذكر اسمه، اعتبر أن ما يجري يتجاوز فلسطين ليصبح “قضية إنسانية عاجلة”، مضيفًا: “نحن في لحظة تاريخية تتطلب التحرك بسرعة. هناك إضرابات عامة شهدتها بلدان أخرى، وهناك قوافل بحرية تحاول كسر الحصار، والناس حول العالم يتحركون. يجب أن نكون في الشارع، نضغط، نُضرب، ونمنع استمرار هذا الوضع”، مؤكداً أن المظاهرات لم تعد خيارًا بل “ضرورة سياسية وأخلاقية”.

المشهد أمام السفارة اتسم بالتوتر. عناصر الشرطة دفعت المحتجين إلى الأرصفة، فيما حضرت عشرات الشاحنات الأمنية التي شكلت جدارًا فاصلاً بين المتظاهرين ومبنى السفارة، بينما سُمع الهتاف المتكرر: “حرية، حرية لفلسطين” وسط أجواء مشحونة.

متظاهرة أخرى رأت أن الاعتصام أمام السفارة هو “أقوى رسالة يمكن توجيهها”، مؤكدة أن “العالم يعيش تحت نظام عالمي صهيوني يتواطأ مع جريمة إبادة. لا نرى صراعًا أكثر إلحاحًا من هذا، ولا مكانًا أفضل للتظاهر من أمام سفارة الكيان غير الشرعي”.

الغضب الشعبي جاء عقب اعتراض القوات الإسرائيلية يوم الخميس ما يقارب 40 قاربًا كان يحمل مساعدات ومتضامنين أجانب متجهين نحو غزة. المنظمون أكدوا أن السفن اعترضت بشكل “غير قانوني” في المياه الدولية، على بُعد 70 ميلًا بحريًا من القطاع المحاصر.

تلك العملية فجرت موجة إدانات دولية، فيما خرجت احتجاجات متفرقة في مدن أوروبية عدة، بينها باريس التي تحولت ساحتها الدبلوماسية إلى مسرح للمواجهة بين أصوات الغضب الشعبي والحواجز الأمنية الصارمة.

❝رفع العلم الفلسطيني في فرنسا أصبح مشكلة❞، يقول ريان وهو يبتسم بمرارة، قبل أن يضيف: “هذا تناقض صارخ؛ فرنسا تعترف بدولة فلسطين رسميًا، لكنك إذا رفعت علمها أو أعلنت تضامنك تتعرض للتضييق. أي مفارقة أكبر من هذه؟”

هكذا غادر المتظاهرون المكان مرفوعي الرأس رغم الغرامات، تاركين خلفهم رسالة واضحة: أن التضامن مع غزة لا يمكن أن يُكبت مهما اشتدت القيود، وأن باريس ستبقى إحدى ساحات المقاومة الرمزية ضد ما يعتبره المحتجون “أكبر ظلم في العصر الحديث”.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة