أصبح العثور على البيض في رفوف المتاجر الفرنسية تحديًا يوميًا، وسط طلب متزايد يضغط على سلسلة التوريد ويثير القلق لدى المستهلكين. ففي الوقت الذي يُعد فيه البيض مصدرًا أساسيًا للبروتين وبسعر مناسب، يستهلك الفرنسيون بمتوسط 230 بيضة لكل شخص سنويًا، إلا أن المعروض لا يواكب هذه الزيادة المستمرة في الطلب.
🛒 رفوف فارغة وأمل ضائع
في صباح الأربعاء 22 أكتوبر، شهد أحد المتاجر ازدحامًا على قسم البيض، حيث واجهت الزبائن نقصًا واضحًا في بعض الأصناف. إحدى الأمهات، وهي تتسوق مع أطفالها، عبّرت عن استيائها:
“عادةً أختار هذه الأنواع، لكنها اليوم غير متوفرة، وحتى العبوة الأخرى المكونة من 18 بيضة اختفت أيضًا”، تقول المرأة، مشيرة إلى نقص المعروض رغم وجود بعض الخيارات.
مدير المتجر، ميكائيل دانسرن، أضاف أن المشكلة ليست بسبب نقص شامل في الإنتاج، بل بسبب صعوبات في التوريد. وقال:
“في بعض الأحيان، تسبب حالات مثل إنفلونزا الطيور الصغيرة في تأخير الشحنات، ما يدفعنا للاعتماد على مورّدين صغار لتغطية الطلب”.
📈 استهلاك البيض يرتفع بلا توقف
البيض يحظى بشعبية كبيرة في فرنسا، حيث شهدت الأسواق زيادة في الاستهلاك بنسبة 5% خلال السنوات الأربع الماضية، ما يعادل 300 مليون بيضة إضافية تُباع سنويًا.
أحد العملاء، وهو يمارس الرياضة بانتظام، قال:
“لقد أدرجت البيض في نظامي الغذائي اليومي بعد استشارة مدربي وخبراء التغذية، وأتناول المزيد من البيض كل أسبوع”، بينما أشارت عائلة من ثلاثة أفراد إلى استهلاكهم ما بين 6 إلى 8 بيضات أسبوعيًا، ما يعكس تزايد الطلب الفردي والمجتمعي على هذا المنتج.
🏭 الصناعات تواجه تحديات الإنتاج
شركة “L’Œuf des 2 Moulins” في مونتريفو سور إيفر (Maine-et-Loire)، والتي تعتمد على منتجين محليين لتوريد البيض للسوبرماركتات الكبيرة، قالت إنها تواجه صعوبات في تلبية الطلب اليومي.
ستيفاني ريبووش، الشريكة المديرة للشركة، أوضحت:
“نحاول توزيع الإمدادات بأفضل طريقة ممكنة، لكننا لا نستطيع تلبية جميع الطلبات بالكامل، ونواجه حوالي 5% من حالات نفاد البيض”.
🌿 البيض الحرّ.. أولوية المستهلكين
مع تزايد الطلب، يتجه الفرنسيون نحو البيض المنتج في المزارع المفتوحة وغير المُقيّد بالقفص، حيث تمثل هذه الفئة حوالي ثلثي المبيعات الحالية.
إيف-ماري بوديه، رئيس اللجنة الوطنية للترويج للبيض (CNPO)، أكد أن الهدف هو الوصول بنسبة 90% للبيض البديل المنتج في ظروف طبيعية، تلبية لرغبة المستهلكين في منتجات أكثر أخلاقية وصحية.
💶 الأسعار مستقرة رغم التوتر
رغم الضغوط الكبيرة على السوق، ظل سعر البيضة في فرنسا مستقرًا عام 2025، بمتوسط 26 سنتيمًا للبيضة الواحدة، ما يجعلها مصدرًا مهمًا للبروتين بسعر معقول.
⚠️ مستقبل غير مؤكد
مع ارتفاع الطلب وتزايد صعوبة التوريد، يظل مستقبل سوق البيض في فرنسا مهددًا بتقلبات المعروض، مما قد يؤدي إلى نقص أكبر في بعض الأصناف وارتفاع أسعارها مستقبلاً إذا استمرت الضغوط على السلسلة الإنتاجية.
