من فيسبوك إلى قاعة المحكمة: إدانة عمدة لا ريونيون بالسجن بسبب خطاب الكراهية ضد المسلمين

من فيسبوك إلى قاعة المحكمة: إدانة عمدة لا ريونيون بالسجن بسبب خطاب الكراهية ضد المسلمين

- ‎فيقضاء و تحقيقات
78
0
@فرنسا بالعربي

أصدرت المحكمة الجنائية في سان دوني يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 حكماً قضائياً ضد العمدة السابق لمدينة سان بول، ألان بينار، البالغ من العمر 69 عاماً، قضى بسجنه ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ وتغريمه 3.000 يورو، بتهمة التحريض العلني على التمييز على أساس الأصل أو العرق أو الدين.

القضية فجّرها منشور نشره بينار في 15 مارس 2025 على حسابه في فيسبوك، استهدف فيه بشكل مباشر المسلمين، ما دفع رئيس المجلس الإقليمي للديانة الإسلامية في لا ريونيون، نازير باتيل، إلى التبليغ عنه لدى النيابة العامة.

التحقيقات التي قادتها الدرك الوطني، مدعومة باستدعاء بيانات من شركة أورانج، أثبتت أن العمدة السابق هو بالفعل صاحب المنشور.

وخلال استجوابه في التاسع من مايو، أقرّ بكتابته للنص، مبرراً ذلك بـ”نقص في الدقة”، ومؤكداً أنه كان يقصد التفرقة بين الإسلام والإسلاموية.

منشورات متكررة تستهدف المسلمين

النيابة العامة شددت على أن الأمر لا يقتصر على منشور واحد، بل على سلسلة من الرسائل المتكررة تصل إلى خمس أو ستة يومياً، كلها تحمل دلالات ضد المسلمين.

عدد من الشهود استحضروا خطورة هذه الممارسات على السلم الاجتماعي. الجغرافي ماريو سرفيابلي قال إن “العيش المشترك معركة يومية”، فيما رأى بطل الملاكمة السابق جان-رينيه دريزانا أن حجم الجزيرة الصغير “يفرض اللقاء والتفاهم كخيار وحيد”.

أما دانيال مينينبولّي، رئيس مجموعة الحوار بين الأديان، فعبّر عن أسفه لغياب المتهم: “كنت أتمنى أن يكون هنا ليحاور أبناء المجتمع المسلم”.

“منشورات تشكّل تفريغاً للكراهية”

المحامون الممثلون للجهة المدنية وصفوا منشورات بينار بأنها “مجرد مكبّ نفايات كلامية” تهدد قيمة العيش المشترك.

وقال المحامي سبيستيان نافارو إن “العيش المشترك كنز عالمي، والقضاء وحده قادر على حمايته”. فيما اعتبر ميهيدويري علي أن “لا ريونيون جريحة، لأنها مرآة للتنوع الإنساني، ومن المؤسف أن بينار لم يكن حاضراً ليسمع كم أخطأ”.

المرافعات شددت على أن المتهم ليس مواطناً عادياً، بل شخصية عامة وأستاذ تاريخ وجغرافيا سابق، ما يضاعف من خطورة خطابه.

دفاع ومحاولة تبرير

من جهته، أكد محامي الدفاع مورغان بولي أن موكله نشر في 14 سبتمبر اعتذاراً، موضحاً أنه كان يستهدف “الإسلاميين وليس المسلمين”.

وأضاف أن منشوراته كانت موجهة إلى دائرة ضيقة من الأصدقاء على فيسبوك وليست عامة، غير أن ممثلة النيابة شددت على أن “الكلمة العامة يمكن أن تتحول إلى محكمة موازية بلا توازن ولا احترام”.

حكم مشدد ورسالة رمزية

في مداولاتها، طالبت النيابة بفرض غرامة بقيمة 5.000 يورو منها 1.000 مع وقف التنفيذ، إلى جانب نشر الحكم القضائي لمدة شهر. وفي النطق بالحكم، قال رئيس المحكمة:

“بصفته مسؤولاً منتخباً سابقاً للجمهورية، فإن بينار كان ملزماً بواجب القدوة تجاه المجتمع، لكنه خذل هذا الالتزام.”

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

⚡ مارسيليا يكتسح أياكس بثلاثية سريعة في نصف ساعة تاريخية بدوري الأبطال

في ليلة كروية مجنونة شهدها ملعب “فيلودروم” مساء