معركة الميزانية تشتعل : اليسار واليمين المتطرف يهددان الحكومة الفرنسية

معركة الميزانية تشتعل : اليسار واليمين المتطرف يهددان الحكومة الفرنسية

- ‎فيبالفيديو, سياسة
154
0
@فرنسا بالعربي

في ليلة سياسية مشحونة داخل أروقة الجمعية الوطنية الفرنسية، خرجت المعارضة بمواقف نارية عقب فشل محاولتي حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، معتبرة أن “الانتصار البرلماني” الذي حققه الرئيس إيمانويل ماكرون ليس سوى “هدنة قصيرة قبل الانفجار القادم”.

فبعد تصويت درامي في قاعة البرلمان ، نجت الحكومة بفارق 18 صوتًا فقط، إذ حصلت أبرز مذكرة لحجب الثقة على 271 صوتًا من أصل 289 مطلوبة لإسقاطها. ورغم هذا الفارق الضئيل، بدا واضحًا أن التحالف الحاكم خرج مهزوزًا، وأن المعارضة تستعد لجولة جديدة من المواجهة.

وقالت ماتيلد بانو، زعيمة كتلة حزب فرنسا الأبية (LFI) اليساري المتشدد، أمام حشد من الصحافيين بعد التصويت:

“لا تفقدوا الشجاعة، لا تنقسموا، فالمعركة مستمرة. نحن نطلق نداءً للمقاومة الشعبية والبرلمانية ضد هذه الميزانيات القاسية. ونقولها بوضوح: رئيس الوزراء لوكورنو، مثل الرئيس ماكرون، يعيشان على وقت مستعار، وسيأتي اليوم الذي يرحلان فيه، عاجلاً أم آجلاً.”

كلماتها جاءت وسط تصفيق أنصار اليسار الذين رأوا في نتيجة التصويت “نصف نصر”، بينما وصف نواب اليمين المتطرف المشهد بـ“مهزلة سياسية”.

من جانبه، شنّ جان فيليب تانغي، نائب حزب التجمع الوطني (RN) بزعامة مارين لوبان، هجومًا لاذعًا على الأحزاب التقليدية، وقال:

“لوران فوكييز، زعيم المحافظين، اختار أن يذوب في الاشتراكية، والاشتراكيون خانوا العمال الفرنسيين مجددًا. إنه يوم حزين لفرنسا، لأن دافعي الضرائب والمتقاعدين والطبقة الكادحة سيدفعون الثمن كي يحافظ بعض النواب على مقاعدهم.”

أما النائبة الخضراء ليا بالاج المريكي، فقد وجّهت سهامها مباشرة إلى الرئيس ماكرون قائلة:

“ماكرون أراد أن يكون تشرشل الذي يتصدى لليمين المتطرف، لكنه تحول إلى هيندنبورغ، الرئيس الذي فتح الطريق أمام الفاشية في بلده. هذه نتيجة عناده ورغبته في تطويع الجمهورية لخدمة طموحاته الشخصية.”

نجاة حكومة لوكورنو لم تأتِ بسهولة. فقد اضطر رئيس الوزراء إلى تقديم تنازل كبير عندما أعلن تعليق إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2027، في محاولة لاستمالة الحزب الاشتراكي. هذه الخطوة كانت حاسمة في إنقاذه من السقوط، إذ قرر الاشتراكيون الامتناع عن التصويت ضده، لتتحول الكفة في اللحظات الأخيرة.

ومع أن الحكومة خرجت من اختبار الثقة مرفوعة الرأس شكليًا، فإن المشهد السياسي الفرنسي بات أكثر هشاشة من أي وقت مضى. فالمعارضة تتوعد بتكثيف معاركها داخل البرلمان وخارجه، والشارع يغلي مجددًا بعد أن شعر بأن “الصفقة السياسية” بين لوكورنو والاشتراكيين كانت طوق نجاة للحكومة على حساب مطالب الشعب.

وتختتم بانو تصريحها بتحذير لاذع لماكرون وحكومته:

“قد تكونوا فزتم اليوم بالأرقام، لكنكم خسرتم ثقة الفرنسيين. والمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.”

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة