ليلة باريسية صاخبة : السوبر ستار راغب علامة يلهب أجواء “دووم دو باري” بأشهر أغانيه

ليلة باريسية صاخبة : السوبر ستار راغب علامة يلهب أجواء “دووم دو باري” بأشهر أغانيه

في قلب العاصمة الفرنسية، ، عاش جمهور النجم اللبناني راغب علامة ليلة لا تُنسى داخل صالة “دووم دو باري” الشهيرة.

كان ذلك مساء السبت، حين تحوّل المكان إلى مسرح من الشغف العربي والأناقة الباريسية، في حفل غنائي ضخم جمع المئات من محبي الفنان من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية.

بداية تبعث الحنين وتفجّر الحماس

مع انطفاء الأضواء وبداية موسيقى الافتتاح، علت صيحات الجمهور الذي انتظر لحظة ظهور السوبر ستار اللبناني بفارغ الصبر.

وما إن صعد راغب علامة إلى المسرح بطلّته الأنيقة وابتسامته المعهودة، حتى دوّت القاعة بالتصفيق والهتاف.

افتتح السهرة بأغنية “يا ريت فيي خبيها”، فاشتعلت الأجواء على الفور، لتبدأ بعدها رحلة موسيقية امتدت لأكثر من ساعتين متواصلة.

تنوّعت الأغاني بين الكلاسيكيات التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب مثل “قلبي عشقها” و”نسيني الدنيا”، وأغنيات جديدة حملت نَفَس التجديد الذي يحرص علامة على تقديمه في مسيرته الفنية.

وكان لافتًا أن الجمهور، بمختلف فئاته العمرية، كان يردّد كلمات الأغاني كلمة بكلمة وفق ما وثقته كاميرا فصحيفة فرنسا بالعربي، في مشهد نادر يعكس عمق علاقة راغب بجمهوره الممتدة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

تفاعل حيّ ورسائل إنسانية

في أكثر من لحظة، توقف راغب علامة عن الغناء ليبادل جمهوره الحديث والتحية، وقال بصوت متأثر:

“باريس مدينة الفن والحب، وجمهورها دائماً يمنحني طاقة لا تشبه أي مكان آخر في العالم… أنا فخور أن أكون هنا الليلة بينكم.”

كانت تلك الكلمات كافية لتلهب القاعة بالتصفيق، بينما علت أصوات بعض المعجبين مردّدين “منحبك يا راغب”، في مشهدٍ إنساني مفعم بالدفء والعاطفة.

تناغم موسيقي وتنظيم مدهش

تميّز الحفل بالإخراج الفني الراقي، حيث اعتمد فريق الإنتاج على أحدث تقنيات الصوت والإضاءة التي منحت كل أغنية أجواءها الخاصة. ألوان الإضاءة كانت تتبدل بتناغم مع الإيقاعات، فيما جاءت الخلفيات المرئية على الشاشات العملاقة لتروي قصة بصرية موازية لكل مقطع غنائي.

فرقة راغب الموسيقية، القادمة خصيصًا من بيروت، قدّمت أداءً احترافيًا عالي المستوى، ما أضفى على الحفل لمسة من الفخامة. وبدت العلاقة بين النجم وفرقته متجانسة إلى حدّ التماهي، حيث كان راغب يلتفت إليهم بين الحين والآخر بابتسامة امتنان.

حضور لافت للجاليات العربية والفرنسية

لم يكن الحفل حدثًا فنيًا فقط، بل تحوّل إلى لقاء ثقافي بامتياز. فقد امتلأت الصالة بمحبي الفنان من لبنان وسوريا والمغرب وتونس والجزائر ومصر والخليج العربي، إلى جانب عدد كبير من الفرنسيين الذين تعرّفوا على موسيقاه خلال سنوات إقامته في أوروبا.

وشوهد في الصفوف الأمامية عدد من الشخصيات الإعلامية والفنية المقيمة في باريس، إضافة إلى دبلوماسيين عرب ووجوه ثقافية حضرت خصيصًا للاحتفال بهذه الأمسية التي جمعت بين الفن العربي والروح الباريسية.

مفاجآت وأغنيات خاصة

من بين اللحظات اللافتة في الحفل، أدّى راغب أغنية “حبيب ضحكاتي” بصوتٍ مفعم بالعاطفة، قبل أن يطلب من الجمهور إضاءة هواتفهم لتتحوّل الصالة إلى بحر من الأضواء المتراقصة. كما قدّم تحية خاصة للبنان، قائلاً:

“بلدي في القلب أينما ذهبت، وكل أغنية أغنّيها هنا هي رسالة حب من بيروت إلى باريس.”

بعدها أدّى أغنية “اللي باعنا خسر دلعنا” التي تفاعل معها الجمهور بشكل هستيري، رافعين أيديهم بالتصفيق والرقص.

بين الماضي والحاضر… نجم لا يشيخ

راغب علامة، الذي استطاع خلال مسيرته أن يجمع بين الأجيال، برهن في هذه الأمسية أنه لا يزال النجم القادر على التجدد من دون أن يفقد هويته. فبينما تُعيد أغنياته القديمة ذاكرة التسعينيات الجميلة، تنجح أعماله الحديثة في جذب جمهور الشباب بأسلوب عصري وإيقاع متجدد.

ختام حافل بالحب والحنين

اختتم راغب علامة حفله وسط تصفيق حار وهتافات لا تتوقف، ليعود إلى المسرح مرّة أخيرة بناءً على طلب الجمهور، حيث أدّى مقطعًا من “قلبي عشقها” بتوزيع موسيقي جديد. وحرص على توديع الحضور بكلمات مؤثرة قال فيها:

“أنتم لستم جمهوراً فقط، أنتم عائلتي ، شكراً من القلب على هذه الليلة التي سأحملها معي إلى بيروت.”

صدى الحفل في الإعلام ومواقع التواصل

خلال ساعات قليلة من انتهاء الحفل، غصّت منصات التواصل الاجتماعي بعشرات المقاطع المصوّرة من الأمسية، وانتشرت صور راغب وهو يتفاعل مع الجمهور في أجواء من الفرح والاحتفاء. وتصدّر وسم #راغب_علامة_في_باريس الترند على منصة “إكس” في فرنسا وعدة دول عربية، فيما نشرت وسائل إعلام لبنانية وفرنسية تقارير مصوّرة عن الحفل الذي وصفته بأنه “حدث فني راقٍ أعاد وهج الطرب العربي إلى باريس”.

باريس تغنّي بالعربية

في تلك الليلة، بدت باريس وكأنها تتحدث لغة جديدة — لغة الموسيقى التي لا تعرف حدودًا. ومن بين أنوار برج إيفل، صدح صوت راغب علامة بالعربية ليقول للجميع إن الفن الحقيقي لا يشيخ، وإن الأغنية الجميلة قادرة على توحيد القلوب مهما اختلفت لغاتها.

وبهذا الحفل الذي جمع بين الرقي والحيوية، يكرّس راغب علامة مجددًا مكانته كأحد أبرز رموز الغناء العربي الحديث، وسفيرًا حقيقيًا للفرح اللبناني في قلوب جماهير العالم.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة