نيكولا ساركوزي يبدأ تنفيذ حكم بالسجن خمس سنوات بتهمة التآمر لتمويل حملته من ليبيا

نيكولا ساركوزي يبدأ تنفيذ حكم بالسجن خمس سنوات بتهمة التآمر لتمويل حملته من ليبيا

خرج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من منزله الباريسي صباح الثلاثاء متجهاً إلى سجن “لا سانتيه” في العاصمة، ليبدأ تنفيذ حكم قضائي بالسجن خمس سنوات بتهمة التآمر لتمويل حملته الانتخابية عام 2007 بأموال غير مشروعة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وسط هتافات مؤيديه الذين رددوا النشيد الوطني الفرنسي “المرسييز”، ظهر ساركوزي متشابك الأيدي مع زوجته المغنية وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني، بينما أحاط به أبناؤه جان ولويس وابنته الصغيرة جوليا، في لحظة مؤثرة بدت فيها العائلة متمسكة بالتماسك أمام الكاميرات والجموع.

🎥 مشهد الوداع الأخير:
خرج ساركوزي من منزله تحيط به أعلام فرنسا ولافتات كتب عليها: “حظاً سعيداً نيكولا، عد قريباً” و*”فرنسا الحقيقية معك يا نيكولا”*. وعندما صعد إلى السيارة التي أقلّته ضمن موكب أمني مشدد نحو السجن، عانق زوجته بحرارة ولوّح لأنصاره الذين لم يتوقفوا عن الهتاف.

رافق الموكب الأمني الرئيس الأسبق في طريقه نحو السجن، مروراً بالقرب من برج إيفل، حيث وثّقت عدسات الصحافة المشهد الذي بدا أشبه بلقطة من فيلم سياسي مأساوي عن مجدٍ زائل وسلطةٍ تتهاوى.

🕊️ كارلا بروني… بين الصمود والعاطفة:
بعد مغادرة زوجها، بقيت كارلا بروني عند باب المنزل تحيي الحشود وتلوّح لهم بابتسامة متماسكة تخفي وراءها حزناً واضحاً. وأظهرت الصور لحظات مؤثرة وهي تتبادل العناق مع مؤيدين رفعوا صور الزوجين ورددوا شعارات تطالب بـ«العدالة الحقيقية».

⚖️ أول رئيس فرنسي يُسجن منذ الحرب العالمية الثانية:
بهذا القرار، أصبح ساركوزي أول رئيس فرنسي يدخل السجن منذ المارشال فيليب بيتان، الذي حوكم بعد الحرب العالمية الثانية بتهمة التعاون مع النازيين. وتأتي هذه الخطوة لتضع نهاية مأساوية لمسيرة رجل كان يوماً أحد أبرز وجوه اليمين الفرنسي، وقاد البلاد بين عامي 2007 و2012.

📜 خلفية القضية:
يعود أصل الملف إلى اتهامات بأن حملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 تلقت ملايين اليوروهات نقداً من نظام القذافي مقابل دعم سياسي ضمني. وبعد سنوات من التحقيقات والجدل، أدانت المحكمة الرئيس الأسبق بالتآمر مع مقربين منه لتنسيق عملية التمويل، لكنها برأته من تهمة تلقي الأموال شخصياً.

وأكد الادعاء أن شبكات مالية وشخصيات وسيطة لعبت دوراً في نقل الأموال، مستنداً إلى وثائق وشهادات من شخصيات ليبية وفرنسية، فيما وصف فريق الدفاع القضية بأنها “مبنية على الكراهية السياسية والانتقام”.

🗣️ رسالة تحدٍ من وراء القضبان:
وقبيل دخوله السجن، نشر ساركوزي رسالة مطولة عبر منصة X (تويتر سابقاً) كتب فيها:

“أريد أن أقول للفرنسيين، بكل ما أملك من قوة، إن من يُسجن هذا الصباح ليس رئيساً سابقاً للجمهورية، بل رجل بريء.”

ووصف الحكم بأنه “عمل انتقامي”، مؤكداً أنه “سيواصل القتال حتى إثبات براءته”.

👩‍⚖️ خطوات قانونية مرتقبة:
أعلن محاموه أنهم تقدموا بطلب إفراج مشروط مبكر بانتظار جلسة الاستئناف، معربين عن أملهم في أن يتم الإفراج عنه قبل أعياد الميلاد المقبلة.

💬 صدمة سياسية وردود فعل متباينة:
أثار الحكم انقساماً في الأوساط السياسية الفرنسية؛ فبينما رأى فيه أنصار ساركوزي “اغتيالاً سياسياً”، اعتبره آخرون دليلاً على “قوة العدالة الفرنسية التي لا تميز بين رئيس ومواطن عادي”.

في نهاية يوم طويل من التوتر والعاطفة، أُغلقت أبواب سجن “لا سانتيه” خلف زعيمٍ كان يوماً رمزاً للسلطة والطموح، ليبدأ فصل جديد من قصة نيكولا ساركوزي — فصلٌ لا يدور في قصر الإليزيه، بل خلف القضبان.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

أشرف حكيمي بعد الإصابة : “السقوط جزء من الطريق…النهوض يصنع الفارق”

كان أول رد فعل للنجم المغربي أشرف حكيمي