رؤوس خنازير أمام مساجد باريس وضواحيها تُشعل الغضب وتثير القلق

رؤوس خنازير أمام مساجد باريس وضواحيها تُشعل الغضب وتثير القلق

العثور على رؤوس خنازير أمام مسجد بضواحي باريسالعثور على رؤوس خنازير أمام مسجد بضواحي باريس

شهدت العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، فجر اليوم، حادثة أثارت موجة واسعة من الغضب والاستنكار داخل أوساط الجالية المسلمة، بعد العثور على تسعة رؤوس خنازير وُضعت أمام أبواب عدد من المساجد في أحياء مختلفة من المدينة وضاحية مونترويل.

تفاصيل الحادثة

بحسب مصادر أمنية، عُثر على الرؤوس المقطوعة في الدوائر العشرين والخامسة عشرة والثامنة عشرة من باريس، إضافة إلى مسجد في ضاحية مونترويل شرق العاصمة. الحادثة سُجّلت في ساعات متأخرة من الليل، ورجّحت السلطات الفرنسية أن تكون مرتبطة بفعل مُدبَّر يحمل طابعًا استفزازيًا يستهدف مشاعر المسلمين.

فرق الشرطة هرعت إلى المواقع المعنية، وقامت بتطويق المساجد المتضررة وفتح تحقيق عاجل، بينما جرى رفع البصمات وتفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط الحادثة.

ردود فعل غاضبة

الحادثة أثارت صدمة واسعة بين المصلين وأعضاء الجالية المسلمة الذين وصفوها بأنها “اعتداء رمزي خطير” يمسّ كرامة مئات الآلاف من المسلمين في باريس وضواحيها.

المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) أدان بشدة هذا الفعل، واعتبره “هجومًا إسلاموفوبيًا سافرًا يهدف إلى زرع الفتنة وإشاعة مناخ الخوف”. ودعا المجلس في بيان رسمي المسلمين إلى “توخّي الحذر، وتجنّب الانجرار وراء الاستفزازات، مع تعزيز التعاون مع السلطات الأمنية”.

خلفيات وتداعيات

يأتي هذا الحادث في سياق تزايد التوترات المرتبطة بتصاعد الخطاب المعادي للمسلمين في أوروبا، وفي فرنسا خصوصًا، حيث سبق أن شهدت بعض المدن حوادث مشابهة شملت تدنيس مساجد أو مقابر إسلامية.

المراقبون اعتبروا أن تزامن الحادث مع مرحلة سياسية حساسة في فرنسا، حيث تتصاعد النقاشات حول الهوية والهجرة والعلمانية، قد يضفي على القضية بُعدًا سياسيًا، ويزيد من حدة الاستقطاب المجتمعي.

موقف السلطات

وزارة الداخلية الفرنسية وصفت الحادث بـ”العمل الحقير والمرفوض”، مؤكدة التزامها بـ”حماية حرية العبادة وضمان أمن جميع دور العبادة، سواء كانت مساجد أو كنائس أو معابد”.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن التحقيقات الأولية لا تستبعد فرضية “العمل المنسَّق” وربما حتى “تورّط جهات خارجية” في محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي عبر تغذية الانقسامات.

رسالة طمأنة

وسط موجة القلق التي عمّت أوساط الجالية، شدّد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على أن “هذه الحوادث، مهما كانت خطورتها، لن تنال من تمسّك المسلمين في فرنسا بمبادئ الجمهورية، ولا من قيم التعايش السلمي التي تجمعهم ببقية مكونات المجتمع”.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

⚡ العثور على سفير جنوب إفريقيا في فرنسا ميتًا أسفل فندق باريسي في ظروف مأساوية

عُثر صباح الثلاثاء على جثة نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا،