بلجيكا تشتري مقاتلات إف-35..لكنها لا تجد سماءً لتدريب طياريها

بلجيكا تشتري مقاتلات إف-35..لكنها لا تجد سماءً لتدريب طياريها

- ‎فيبالفيديو, شؤون دولية
21
0
@فرنسا بالعربي

وجدت بلجيكا نفسها أمام معضلة غير متوقعة بعد استلامها أولى طلبياتها من المقاتلات الأمريكية المتطورة “إف-35″، فبينما كان يُفترض أن تمثل هذه الطائرات قفزة نوعية في قدرات سلاح الجو البلجيكي، تحولت فرحتها إلى مأزق لوجستي حقيقي،و السبب لا توجد في البلاد مساحة كافية لتدريب الطيارين على هذه الطائرات الشبحية الجديدة.

المقاتلات الأمريكية التي تعدّ من أكثر الطائرات الحربية تطوراً في العالم، تتطلب مجالاً جوياً واسعاً وتدريبات مكثفة على المناورات المعقدة، وهو ما تعجز المساحة المحدودة للأجواء البلجيكية عن توفيره، فالبلاد، الصغيرة جغرافياً والمكتظة بالمجال الجوي المدني والعسكري، لا تستطيع ببساطة استيعاب برامج تدريب متكاملة دون التداخل مع الرحلات التجارية أو الأجواء المجاورة.

وأمام هذا المأزق، بدأت وزارة الدفاع البلجيكية مفاوضات عاجلة مع إيطاليا وهولندا والنرويج، الدول الأوروبية التي تمتلك خبرة أكبر في تشغيل طائرات “إف-35″، بهدف إرسال بروكسل طياريها للتدرب هناك.

 ووفق تسريبات إعلامية، فإن المحادثات تجري “بصعوبة” بسبب الضغط الكبير على مراكز التدريب الأوروبية، حيث تتسابق عدة دول حديثة الانضمام إلى برنامج “إف-35” على حجز أماكن لطياريها بسبب التهديدات الروسية على خلفية الحرب مع أوكرانيا و التوتر مع أوروبا و الغرب.

مصادر عسكرية بلجيكية كشفت لصحيفة فرنسا بالعربي أن تأخر تحديد بلد التدريب سيؤدي تلقائياً إلى تأجيل عملية تسليم طائرات “إف-16” القديمة لأوكرانيا، وهو التزام سبق أن أعلنت بروكسل عنه بفخر قبل أشهر، فالمقاتلات القديمة لا يمكن التخلي عنها قبل أن يتمكن الطيارون البلجيكيون من السيطرة الكاملة على طائراتهم الجديدة.

ويثير هذا التأجيل استياءً متزايداً في كييف، التي كانت تعوّل على استلام دفعة من المقاتلات البلجيكية قبل نهاية العام لدعم دفاعاتها الجوية في مواجهة الهجمات الروسية المتصاعدة.

مصادر دبلوماسية أوروبية لم تخف قلقها، معتبرة أن “الواقع العسكري البلجيكي كشف هشاشة التنسيق الأوروبي في ملف التسليح المشترك”.

من جانبها، حاولت وزارة الدفاع البلجيكية التخفيف من حدة الجدل، مؤكدة أن “الطائرات الجديدة وصلت في الموعد المحدد، وأن التدريب سينطلق فور اكتمال الاتفاق مع إحدى الدول الشريكة في برنامج إف-35”.

لكنها لم تقدم أي جدول زمني واضح، ما فتح الباب واسعاً أمام التكهنات حول إمكانية تأجيل دخول المقاتلات إلى الخدمة الفعلية حتى عام 2026.

ويرى خبراء في الشؤون الدفاعية أن ما يحدث يعكس مشكلة أوسع في أوروبا، حيث العديد من الدول الصغيرة لا تمتلك البنية التحتية الجوية الكافية لتشغيل أنظمة متقدمة بهذا الحجم، ويضيف أحدهم: “بلجيكا ليست وحدها. حتى دول مثل الدنمارك تواجه صعوبات مشابهة. شراء التكنولوجيا المتطورة أسهل من تشغيلها فعلياً”.

وبين طموح بلجيكا في تحديث سلاحها الجوي، وضغوط حلفائها الأوروبيين لتسريع تسليم طائراتها القديمة إلى أوكرانيا، تبدو بروكسل اليوم في موقف لا تُحسد عليه، فالصفقة التي كان يُفترض أن تعزز مكانتها داخل الناتو، قد تتحول إلى مصدر حرج سياسي وعسكري، وربما إلى نقطة ضعف استراتيجية في التزاماتها الأوروبية.

بلجيكا التي أرادت أن تحلّق عاليًا بـ”إف-35″، اكتشفت فجأة أنها لا تملك السماء الكافية لذلك.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة