باريسيون يتحدثون ل”فرنسا بالعربي”.. إضراب المواصلات يحاصر باريس و يصعّد غضب الشارع

باريسيون يتحدثون ل”فرنسا بالعربي”.. إضراب المواصلات يحاصر باريس و يصعّد غضب الشارع

منذ الساعات الأولى لصباح الخميس، تحولت محطة شاتليه (Châtelet) إلى مرآة تعكس شلل العاصمة الفرنسية. الشاشات الإلكترونية في الممرات المزدحمة لم تُظهر سوى رسائل التحذير: “اضطرابات شديدة في حركة القطارات والمترو”. المشهد كان مألوفًا، لكن صداه هذه المرة أكبر، مع دخول فرنسا يومًا جديدًا من الإضرابات ضد سياسات الحكومة المالية.

🚇 مترو يتحرك ببطء وركاب بين الصبر والتململ

في ممرات المحطة تحدثت “فرنسا بالعربي” إلى مجموعة من الباريسيين عن يوم الإضراب و تداعياته و موقفه منه و مدى نجاحه، حيث وقف العشرات على الأرصفة في انتظار قطارات تصل متأخرة أو مزدحمة. البعض اختار الدراجات أو العمل من المنزل، فيما فضّل آخرون مواجهة التأخير.

المهندس المعماري سيدريك سلدرمان قال:

“هناك عدد أقل من الركاب اليوم، أعتقد أن الكثيرين يعملون من المنزل. لذا، في النهاية، النقل العام لم يتأثر بنفس القوة”.

لكنّه أضاف بلهجة مترددة:

“لست متأكدًا أن هذه هي أفضل طريقة للتعبير عن المطالب، خصوصًا في الظروف الاقتصادية التي نعيشها. أظن أن فرنسا بحاجة إلى أن يعمل الناس أكثر الآن”.

✊ دعم للإضراب رغم المعاناة اليومية

بين الركاب، برزت أصوات داعمة. فاليري، إحدى الراكبات، أكدت:

“بالطبع أنا لست مضربة، لكنني أساندهم تمامًا. من حقهم الدفاع عن حقوقهم”.

أما إليزا، شابة استقلّت دراجتها لتجنب الفوضى، فصرحت بحذر:

“أنا أؤيدهم، لكن لست في موقع يسمح لي بالإضراب. لا أعرف إن كان ذلك الحل الأمثل، ربما لديهم الحق”.

ومن جانبه، قال المهندس بيير ميشار:

“نعم، أتفهم المضربين. الأمر كله يتعلق بالميزانية، وفرنسا مطالَبة بتشديد الحزام. إنها لحظة صعبة”.

🌍 نظرة من الخارج: “ثقافة الإضراب فرنسية بامتياز”

ليفيا سيرفانوفا، شابة سلوفاكية تعمل في باريس، لفتت إلى اختلاف الثقافة السياسية:

“في سلوفاكيا هناك إضرابات أقل بكثير. نحن نتذمر بيننا، لكننا نادراً ما نخرج إلى الشوارع. هنا في فرنسا، الناس أكثر جرأة في التعبير عن غضبهم”.

🔥 أزمة اجتماعية تضع الحكومة في مأزق

الإضراب الذي شلّ خطوط المترو والقطارات الإقليمية جاء استجابة لدعوة النقابات لمواجهة خطط التقشف التي تسعى حكومة سيباستيان لوكورنو لفرضها بدعم من الرئيس إيمانويل ماكرون. النقابات تطالب بزيادة الإنفاق على الخدمات العامة، فرض ضرائب إضافية على الأثرياء، والتراجع عن تعديل نظام التقاعد المثير للجدل.

وزارة الداخلية الفرنسية قدّرت أن نحو 800 ألف شخص سينزلون إلى الشوارع عبر مختلف المدن الفرنسية، في مشهد ينذر بتصعيد سياسي واجتماعي حاد.

وبينما تعمل بعض خطوط TGV السريعة بشكل طبيعي، فإن القطارات الإقليمية والمترو الباريسي يواجهان شللاً واسعًا، ما ينذر بيوم طويل من المعاناة للفرنسيين.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

⚡ العثور على سفير جنوب إفريقيا في فرنسا ميتًا أسفل فندق باريسي في ظروف مأساوية

عُثر صباح الثلاثاء على جثة نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا،