باحث فرنسي : أمريكا بعد تمريرها قرارا أمميا لصالح المغرب حول الصحراء ، ستصنف البوليساريو منظمة إرهابية

باحث فرنسي : أمريكا بعد تمريرها قرارا أمميا لصالح المغرب حول الصحراء ، ستصنف البوليساريو منظمة إرهابية

 قدّم إيمانويل دوبوي، رئيس المعهد الأوروبي للاستشراف والأمن، قراءة متعمقة للقرار الأممي الأخير حول الصحراء الغربية، مستعرضاً الدور الأميركي والدبلوماسي للجزائر، والتداعيات المحتملة على البوليساريو والمغرب، ومشدداً على أهمية التنمية كأداة لحل النزاع طويل الأمد.

“الساعة تدق لاستثمار المكاسب الدبلوماسية. الحل واضح: تطوير الصحراء الغربية من قبل المغرب، مع تطوير سواحل الجزائر، وليس الصراع المستمر منذ عقود.”

دوبوي كان يتحدث في حوار مع صحيفة فرنسا بالعربي في باريس، عن نتائج تصويت مجلس الأمن بأغلبية الأعضاء و امتناع روسيا و الصين و باكستان عن التصويت و مقاطعة الجزائر للتصويت من أجل دعم مجلس الأمن لمقترح المغرب منح الصحراء حكما تحت السيادة المغربية في انتصار دبلوماسي كبير للمغرب على الجزائر الداعمة لتنظيم البوليساريو الانفصالي


 تأجيل القرار الأممي والضغط الجزائري

بدأ دوبوي حديثه بالإشارة إلى أن القرار السنوي لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية تأخر، كما في كل عام، بسبب الضغط الدبلوماسي الجزائري:

“وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أجرى محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي لمحاولة تعديل الموقف الصيني، لكن هذه الجهود لم تغيّر التوجه الدولي العام.”

وأشار إلى أن القرار الأممي الأخير يعكس تغيراً جذرياً في موقف المجتمع الدولي تجاه الصحراء الغربية، وأن غالبية أعضاء مجلس الأمن يعترفون بأن الحل الوحيد الممكن هو المشروع المغربي للحكم الذاتي، المعروض منذ 2007.


 القرار الأممي الجديد: تعزيز مشروع الحكم الذاتي

“القرار 2756 لعام 2024 يذكّر بأن غالبية أعضاء مجلس الأمن يعتبرون المشروع المغربي للحكم الذاتي الحل الوحيد المعترف به لإنهاء غموض النزاع منذ 1975، عند انتهاء الاستعمار الإسباني للمناطق الجنوبية.”

وأوضح دوبوي أن القرار الجديد يعيد تحديد دور بعثة الأمم المتحدة مينورسو، التي كانت مكلفة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير:

“المهمة لم تعد لإدارة استفتاء، بل المشروع المغربي أصبح المرجعية الأساسية للحل السياسي، والولايات المتحدة طلبت تقليص مدة عمل مينورسو بشكل كبير.”


 البوليساريو بين الحاضر والمستقبل

تطرّق دوبوي إلى الوضع القانوني والسياسي للبوليساريو في ضوء الخطوات الأميركية المرتقبة:

“البوليساريو ستصبح منظمة إرهابية إذا نفّذت الولايات المتحدة خطتها، مما يجعل الحوار معها شبه مستحيل.”

ورغم هذا، أشار دوبوي إلى أن التنمية الاقتصادية في الصحراء الغربية تمضي قدماً:

“مدينة دارلا، على سبيل المثال، شهدت خلال العقد الماضي أعلى معدل نمو في المغرب، ما يثبت أن التنمية أصبحت أداة أساسية لتحقيق الاستقرار والحقوق الحقيقية للشعوب.”


 الجزائر والرهانات الإقليمية

انتقل دوبوي لتحليل دور الجزائر في الصراع، مؤكداً أن موقفها لم يعد مركزياً:

“الجزائر ليس لها حق الاعتراض على التطورات في الصحراء الغربية. هناك أكثر من 110 دول تعترف بمغربية الصحراء.”

ودعا دوبوي الجزائر إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الإقليمية:

“آن الأوان للتركيز على بناء مغرب موحد وتعزيز التعاون الإقليمي، بدل الانغماس في خلافات قديمة مع المغرب، أو الانخراط في توترات مع تونس ومالي.”

وأوضح أن هذا التحوّل يعكس رغبة الولايات المتحدة في حل سريع للنزاع، من خلال ضغط دبلوماسي مباشر على الأطراف المعنية.


 التنمية مقابل حق تقرير المصير

أكد دوبوي أن التنمية الاقتصادية أصبحت المعيار الأهم:

“حق التنمية أصبح أولوية، وربما أكثر تأثيراً من حق تقرير المصير، لأن المشاريع التنموية في الصحراء الغربية أثبتت أن الاستقرار والنمو يمكن تحقيقهما عملياً على الأرض، بغض النظر عن المراسيم الأممية.”

وأشار إلى أن الواقع الاقتصادي أصبح عاملاً حاسماً في تحديد مستقبل النزاع، وأن المغرب استثمر هذا العامل على نحو ملموس خلال السنوات الأخيرة.


 الخلاصة: نهاية مرحلة وبداية جديدة

“من الآن فصاعداً، لا مكان للجمود. المشروع المغربي هو المرجعية، والتنمية هي البوصلة، والصحراء الغربية هي أرض الفرص لا النزاعات.”

ويؤكد دوبوي أن المشهد الدولي يتغير بسرعة، وأن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الجمود منذ عقود، مع إبقاء المغرب في موقع قوة دبلوماسية وأمنية، وتقليص دور البوليساريو كطرف مفاوض، ما يمهد الطريق لتسوية سياسية مستدامة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة