انسحابات جماعية من المتجر الباريسي الشهير بعد وصول “شي إن” الصينية ⚡

انسحابات جماعية من المتجر الباريسي الشهير بعد وصول “شي إن” الصينية ⚡

- ‎فيالاقتصاد و العمل
193
0
@فرنسا بالعربي
هل باعت باريس هويتها للصين؟ أزمة “شي إن” تشعل الجدل داخل الحكومة الفرنسيةهل باعت باريس هويتها للصين؟ أزمة “شي إن” تشعل الجدل داخل الحكومة الفرنسية

أعلنت بنك الأراضي الفرنسي – الذراع الاستثمارية التابعة للدولة – إنهاء شراكته مع شركة “المتاجر الكبرى”، المالكة لـ متجر “بازار فندق المدينة” الشهير في حيّ الماريه بباريس، وذلك بعد إعلان هذه الأخيرة عن اتفاق تجاري مع عملاق الموضة الصينية “شي إن”.

القرار جاء صاعقًا ومفاجئًا، إذ كشف البنك أنه علم بالاتفاق عبر وسائل الإعلام، دون أي إخطار مسبق، ما اعتبره “خيانة للثقة” و”انحرافًا عن القيم العامة” التي يمثلها.

🗣️ وجاء في البيان الرسمي: «نموذج عمل شركة شي إن لا يتماشى مع قيمنا ولا مع مبادئ العمل المسؤولة لبنك الأراضي».


⚖️ انفجار داخل الدوائر الاقتصادية الفرنسية

المحامية آن صوفي فاساناي باكستون، من مجموعة “دي دبليو إف”، فسّرت هذه الخطوة بوضوح قائلة:

“بنك الأراضي هو الدولة نفسها، واستثماراته تهدف إلى الصالح العام. لكن الجمع بين مشروع عقاري ضخم وتحالف تجاري مع شركة مثيرة للجدل مثل شي إن، كان خطوة غير محسوبة التوقيت.”

فالصفقة التي كان يُفترض أن تُعيد إحياء أحد رموز التجارة الباريسية، تحولت إلى فضيحة مالية وسياسية بعد أن قررت شركة “المتاجر الكبرى” منح الطابق السادس من بازار فندق المدينة إلى شي إن لإطلاق مساحة بيع جديدة.


💬 اتهامات متبادلة وضغوط سياسية

من جهتها، ردّت شركة المتاجر الكبرى بلهجة حادة، مؤكدة أن “بنك الأراضي خضع لضغوط سياسية قوية بعد الإعلان عن الشراكة مع شي إن”، وأضافت:

“لقد رضخوا للضغوط السياسية. وسنتخذ الإجراءات المناسبة.”

وفي الكواليس، تؤكد مصادر اقتصادية أن الحكومة الفرنسية واجهت انتقادات شعبية متزايدة ضد توسيع حضور شركة شي إن في الأسواق الفرنسية، بسبب اتهامات بانتهاك حقوق العمال، وتدمير البيئة، وتسويق منتجات بأسعار “تحطّم المنافسة المحلية”.


🛍️ نزيف في المتجر الشهير: انسحابات بالجملة

الأزمة لم تتوقف عند حدود العقد المنهار. إذ تواجه إدارة بازار فندق المدينة الآن موجة انسحابات من علامات تجارية فرنسية معروفة.
العلامة الوطنية “السليب الفرنسي” غادرت المتجر بعد عشر سنوات من التعاون، بينما فارو آند بول (دهانات وورق جدران)، سواروفسكي (مجوهرات)، وأمريكان فنتدج (أزياء) أغلقوا متاجرهم أيضًا.

النقابات العمالية حذّرت من “تهديد وجودي للمتجر التاريخي”، وأعلنت عن إضراب جزئي يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، احتجاجًا على ما وصفته بـ“تغوّل العلامات السريعة والممارسات غير الأخلاقية في قلب العاصمة الفرنسية”.


🌍 خلف الأزمة… صراع أعمق

القضية تتجاوز حدود صفقة تجارية. فهي تكشف صراعًا متصاعدًا بين النموذج الاقتصادي السريع والعابر للحدود الذي تمثله “شي إن”، والنموذج الفرنسي القائم على الجودة والحرفية والاستدامة.

المحللون الاقتصاديون يرون في هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لهوية الاقتصاد الفرنسي في عصر العولمة المتسارعة.

“بين الربح السريع والقيم المجتمعية، على فرنسا أن تختار طريقها” — كما علّقت إحدى الصحف الاقتصادية.


📉 في انتظار ماكرون…

بينما يتصاعد الغضب الشعبي في باريس، تترقب الأوساط المالية موقف الحكومة الفرنسية، وسط دعوات متزايدة لفرض رقابة على توسّع الشركات الأجنبية المثيرة للجدل.
ويبقى السؤال الذي يشغل الشارع الفرنسي:

🇫🇷 هل سيبقى “بازار فندق المدينة” رمزًا للهوية الباريسية… أم يتحوّل إلى واجهة لمتجر صيني عملاق؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نكهة الوطن في قلب فرنسا : نورة الزكراوي تحوّل طبق الحلزون المغربي إلى مشروع يربط الجاليات العربية

في ضاحية بوندي القريبة من باريس، تفتح الشابة