في مفاجأة مدوية هزّت أجواء مونديال الكرة الطائرة 2025، تلقّى المنتخب الفرنسي هزيمة غير متوقعة أمام فنلندا بنتيجة 3-2، مساء الثلاثاء 16 سبتمبر في كيزون سيتي بالفلبين، بعد أيام قليلة من افتتاح مشواره بفوز مطمئن على كوريا الجنوبية.
ورغم أن فرنسا دخلت المباراة مرشحة بقوة للفوز، فإن غياب بعض الركائز الأساسية مثل تريفور كليفنوت ونيكولا لو جوف، اللذين تم إراحتهما، أثر بشكل واضح على تماسك الفريق. ورغم محاولات النجم جان باتري لقيادة زملائه، فإن الأداء الفرنسي اتسم بالارتباك وفقدان التركيز، ما منح المنتخب الفنلندي – المصنف العشرين عالمياً – فرصة ذهبية لتحقيق فوز تاريخي.
المباراة كانت شاهدة على معاناة واضحة في جانب مهم من اللعبة: الإرسال. فقد ارتكب لاعبو فرنسا 27 خطأً في الإرسال، بينها ستة أخطاء للقائد أنطوان بريزار وخمسة لـيعقوب لواتي، وهي أرقام كفيلة بترجيح كفة أي خصم. وأقرّ بارتلمي شينينيز بعد المباراة قائلاً: «مع هذا العدد من الأخطاء في الإرسال لا يمكن حتى المنافسة. كنا سنخسر أمام أي فريق بهذا المستوى من الأخطاء».
فنلندا، التي لم تُخف طموحها، تألقت عبر نجمها يوناس يوكيلا، اللاعب في الدرجة الثانية الفرنسية، لكنه كان كابوساً للدفاع الأزرق بعدما سجل 20 نقطة كاملة. وحتى عندما نجحت فرنسا في العودة مرتين لمعادلة النتيجة، كان الحسم في الشوط الخامس لمصلحة الفنلنديين الذين تفوقوا بوضوح (15-9).
وتزداد الآن الضغوط على المنتخب الفرنسي، إذ لم يعد أمامه سوى خيار الفوز في مباراته الأخيرة بدور المجموعات أمام الأرجنتين، المقررة يوم الخميس المقبل، لضمان بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي. المهمة لا تبدو سهلة، خصوصاً أن غياب إيرفين نغابيث منذ نهاية الشوط الثالث أمام فنلندا يطرح علامات استفهام حول الجاهزية البدنية للفريق.
فرنسا، التي ما زالت تطارد حلمها الكبير برفع الكأس العالمية، وجدت نفسها فجأة أمام واقع صعب: إما الفوز على الأرجنتين وحسم التأهل، أو مواجهة خطر الإقصاء المبكر في بطولة كانت تُمنّي النفس فيها بالوصول بعيداً.