في صدمة علمية جديدة تهز الأوساط الطبية، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Plos One أن قضاء أكثر من أربع ساعات يوميًا أمام شاشة التلفزيون قد يفتح الباب واسعًا أمام تدهور القدرات العقلية والإصابة بالخرف، محذّرة من أن هذه العادة اليومية الشائعة أصبحت تهديدًا صامتًا للصحة العامة.
🔬 التفاصيل العلمية
الدراسة، وهي مراجعة منهجية شاملة وتحليل تجميعي ضم أكثر من 1.2 مليون مشارك في 35 دراسة، خلصت إلى أن البقاء أمام التلفزيون لفترات طويلة لا يقتصر أثره على الخمول الجسدي فحسب، بل يتعداه إلى تآكل القدرات الإدراكية بشكل مباشر.
التحليل أظهر أن:
-
أكثر من 4 ساعات يوميًا كافية لزيادة خطر القصور المعرفي بشكل ملحوظ.
-
6 ساعات يوميًا ترتبط بانخفاض كبير في الأداء العقلي والذاكرة.
-
هناك مؤشرات على ارتباط مشاهدة التلفزيون المفرطة بزيادة خطر مرض ألزهايمر، أخطر أشكال الخرف.
📉 كارثة صامتة تتسع عالميًا
الأطباء يذكّرون بأن الخرف أصبح سابع سبب للوفاة عالميًا، مع توقع تضاعف عدد المصابين من 55 مليونًا عام 2019 إلى 139 مليونًا عام 2050. ورغم التقدم الطبي، لا يوجد علاج شافٍ بعد، مما يجعل الوقاية وتغيير أنماط الحياة الخيار الوحيد لتخفيف الكارثة.
⚠️ لماذا التلفزيون خطر؟
المشكلة ليست في الشاشة وحدها، بل في ما تجرّه معها:
-
سلوك جلوسي خامل يضعف الدماغ كما يضعف الجسد.
-
زيادة احتمالية البدانة والسكري وأمراض القلب.
-
آثار نفسية خطيرة مثل العزلة، الاكتئاب، وانخفاض الرضا عن الحياة.
-
حتى على المستوى العصبي، ربطت الدراسات بين الإفراط في المشاهدة وانكماش مناطق من الدماغ المسؤولة عن اللغة والذاكرة والتواصل.
🛑 دعوة للاستيقاظ
الأرقام صادمة: البالغون في العالم يقضون أكثر من 7 ساعات يوميًا أمام التلفزيون في المتوسط، أي أكثر من ثلث يومهم في حالة سكون عقلي وجسدي. الأطباء يحذرون من أن الاستمرار بهذا المعدل يعني أننا نتجه نحو تسونامي من أمراض الخرف يهدد الأجيال المقبلة.
✅ الحلول البديلة
الخبراء يدعون إلى:
-
تقليص وقت مشاهدة التلفزيون إلى أقل من 3 ساعات يوميًا.
-
استبدال جزء من الوقت بأنشطة محفّزة للدماغ مثل القراءة، الألعاب الذهنية، تعلم لغات جديدة.
-
ممارسة الرياضة اليومية لتحفيز الدورة الدموية في الدماغ.
-
تعزيز الأنشطة الاجتماعية للحد من العزلة التي تفاقم التدهور المعرفي.
هذه النتائج الصادمة تكشف أن ما نعتبره مجرد تسلية يومية قد يكون في الحقيقة بوابة نحو الشيخوخة المبكرة العقلية. إنها صرخة تحذير للعالم: الجلوس أمام التلفزيون قد يسرق عقولنا قبل أجسادنا.