كان أول رد فعل للنجم المغربي أشرف حكيمي بعد إصابته القوية في الكاحل الأيسر الثلاثاء الماضي رسالة مليئة بالأمل والصمود: “السقوط جزء من الطريق، لكن النهوض هو ما يصنع الفارق… انتكاسة صغيرة، من أجل عودة أكبر.” كلمات حملت رسالة قوية للجماهير المغربية والعالمية، مؤكدًا أن الروح القتالية ستظل حاضرة رغم الألم والغياب القسري عن الملاعب.
الإصابة جاءت بعد تدخل عنيف من الكولومبي لويس دياز، جناح بايرن ميونيخ، خلال مباراة دوري أبطال أوروبا مع نادي باريس سان جيرمان، حيث أسفر التمرير العنيف عن التواء حاد في الكاحل الأيسر للنجم المغربي، ما سيبعده عن الملاعب لعدة أسابيع وربما حتى نهاية العام. لحظة خروج حكيمي من الملعب باكياً كانت صادمة للزملاء والمشجعين، وخلقت موجة من القلق على مستوى جماهير المغرب بأكملها، خاصة مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب.
Les chutes font partie du chemin, le retour fait la différence 💪🏽 pic.twitter.com/CJO5Egyyjc
— Achraf Hakimi (@AchrafHakimi) November 5, 2025
الصحافي المغربي نصر الدين نصري وصف هذه اللحظة المؤلمة على الهواء مباشرةً في برنامج على إذاعة RMC الفرنسية: “كل المغرب حبس أنفاسه. عندما ترى قائد المنتخب، رمز وأيقونة الملايين، يخرج من الملعب باكياً، فإن حجم الصدمة يكون هائلاً. لم نره يوماً بهذا الضعف، كان المشهد مفجعًا، والقلوب توقفت للحظة.”
لكن الأزمة لم تقف عند الجانب الإنساني فقط، بل طالت الانتقادات الموجهة لإدارة باريس سان جيرمان، وتحديدًا المدير الرياضي لويس كامبوس، الذي اتهمه نصري بالمسؤولية عن ضغط المباريات ونقص التعزيزات الدفاعية اللازمة: “ليست مسألة حظ، وليست خطأ لويس إنريكي، بل الخطأ من إدارة النادي، وتحديدًا لويس كامبوس. كان يجب التعاقد مع ظهير إضافي ليخفف الضغط عن حكيمي، لكنه بقي دون منافس يخفف عنه، وها نحن نشهد النتيجة.”
الإصابة لم تكن الوحيدة في صفوف باريس سان جيرمان، إذ انضم حكيمي إلى قائمة المصابين التي تضم عثمان ديمبيلي (إصابة في الساق)، نونو مينديز (إصابة في الركبة)، ودزيريه دوه (إصابة في الفخذ). وبالتالي، سيخوض النادي مواجهته المقبلة ضد ليون يوم الأحد بدون أبرز لاعبيه، ما يمثل تحديًا كبيرًا للجهاز الفني واللاعبين على حد سواء.
أبعاد الإصابة على المنتخب المغربي
بالنسبة للمنتخب المغربي، تعتبر إصابة حكيمي ضربة قوية قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة القارية التي ستقام على الأراضي المغربية بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026. حكيمي، صاحب 88 مباراة دولية و11 هدفًا، يُعتبر أفضل ظهير أيمن في تاريخ المغرب وأحد أبرز نجوم الكرة العالمية، وكان من المقرر أن يقود الفريق إلى اللقب القاري على أرض الوطن.
الجماهير المغربية لم تكتفِ بالحزن، بل تفاعلت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غصت منصات فيسبوك وتويتر وإنستغرام بصور لحكيمي وتعليقات مؤيدة له، وأطلق بعض المغاربة هاشتاغات مثل: #Haki_الأسد #عودة_حكيمي #أسود_الأطلس، مؤكدة أن حب الشعب المغربي لنجمهم لن يتراجع مهما طالت فترة غيابه.
إنجازات حكيمي مع باريس سان جيرمان
منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان في 2021 قادمًا من إنتر ميلان، لعب حكيمي 189 مباراة سجل خلالها 27 هدفًا وصنع 38 تمريرة حاسمة. وقد تم تعيينه نائب قائد الفريق في بداية الموسم بعد تصويت اللاعبين الباريسيين، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيلة النادي الفرنسي، ومثالًا للانضباط والالتزام في الأداء.
حكيمي أظهر منذ بداية الموسم الحالي قدرة هائلة على التحمل، إذ شارك في 14 مباراة سجل خلالها هدفين وصنع 3 تمريرات حاسمة، مؤكدًا أنه لاعب استثنائي، يكاد يكون منيعًا ضد الإصابات والضغط البدني. لكن التدخل العنيف من دياز ذكّر الجميع أن حتى أفضل اللاعبين بشر، وأن كرة القدم لا تخلو من المخاطر.
رسالة الأمل والتفاؤل
رغم القسوة والصدمة، اختار حكيمي توجيه رسالة أمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبراً عن عزمه على العودة أقوى من أي وقت مضى: “السقوط جزء من الطريق… النهوض يصنع الفرق.”، مرفقًا الصور التي تظهره في ميدان اللعب و شعار الأسد، رمز المنتخب المغربي، في إشارة واضحة إلى عزمه على تخطي هذه المحنة.
الجماهير المغربية والعالمية تترقب بفارغ الصبر عودة الأسد المغربي، على أمل أن يكون جاهزًا لقيادة المنتخب في البطولة القارية، مستمرًا في صناعة الفارق وتسجيل اللحظات التاريخية، كما اعتاد على مدار مسيرته المميزة مع الأندية والمنتخب الوطني.
